ولد ، بنت ... بنت ولد

لي وقت طويل أفكر !!
لم لم أكن ولدا ؟!!
ان كنت ولدا ، ماذا سأفعل ؟!!
على الاقل بأمكاني ان اخرج وقتما اشاء ، اينما احب ، وقتما أريد !!
بأمكاني ان امشي بأي مكان ، بأمكاني ان افعل ما احب ..
لا أريد سوى قدرا ضئيلا جدا من بعض تلك الحرية التي يحتكرها جنس آدم دونا عن باقي الخلق !
كثيرا ما يحكم المجتمع علينا بأشياء عجيبة !
لا أفهمها .. !
ولا استسيغها ، ولا أتقبلها !!
وحتى ان تلك الاحكام تكون صادرة عن نفس جنسنا ، ( جنس النساء ) !!
لا اعلم لم ذلك ؟!

ولن اقول ان ذلك يحدث في وطننا العربي فقط ..
بل في كل الكون ؟!
ما المشكلة في ان اظل في الخارج حتى الى الواحدة ليلا ؟!!
ما الذي سأفعله ؟!
فالواحدة كالسادسة ؟!
ما الفرق ؟!
المشكلة هي اننا نخطأ ، ونلقي اللوم على الضحية ..
وليس على الجاني .. !
عندما تمشي فتاة بالشارع ويعاكسها شخص ما ..
تذهب هي الى بيتها وهي مصممة على انها لن تنزل مثلا بملابسها تلك مرة أخرى ..
رغم ان لا يعيبها شئ ...!!
لكن لمجرد انه هناك شخص ما عاكسها ..
فتشعر هي ان الخطأ منها ؟!
ما الخطأ في اني اريد ان امشي حرة بالشارع ..
دون ان اشعر اني ملاحقة . .
وعيون الناس كلها تتفرس بي ؟!
ما الخطأ في اني اريد ان اشعر ان من حقي الا يزعجني احد بمضايقاته وتعليقاته السخيفة ؟!
خطأ من هذا ؟
أخطأي ؟!
أم خطأ ذلك الشخص الذي لم يراعي حريتي كأنسانة ، ولم يراعي رغبتي في ألا يضايقني أحد ؟!

عندما تقع قضية اغتصاب ..
على من يقع اللوم أولا .. ؟
على الضحية ام على الجاني ؟!َ
حتى في تلك القضية يقع اللوم على الضحية ..
التي كانت تمشي بالشارع الفلاني في الوقت كذا ..
ومالها هي ومال كل هذا ؟!
اتعتقدون مثلا انها كانت تريد ذلك ؟!

عندما يحب ولدا فتاة ...
ويتركها ، يخونها ...
أيا من تلك الأشياء ..!
على من يقع اللوم ..
حتى الفتاة نفسها توقع اللوم على شخصها ؟ !
من منا الخائن ومن منا المهان ؟ !
من منا الجاني ومن منا الضحية ؟!

كيف عندما نعلم ان الضحية فتاة ، تتحول في لحظات الى جاني .. !
والى فتاة سافرة ، تستحق كل ما يحدث لها ؟!
ولم كل هذا ؟!
لم كل هذا اللغط ؟!

اسمحوا لي ..
ان كنتوا تسموا هذا اخلاقيات ، وعادات وتقاليد ..
فلتغر كل العادات والتقاليد والاخلاقيات ان كانت ظالمة ، قاتلة ..
تقتل نفوسا وارواحا ، وحيوات ، آلاف من الانسانية ..
لمجرد انهم فتيات !!

اهذا هو الدين ؟!
اهي تلك العدالة الانسانية ؟!
اهي تلك حقوق المرأة ؟!

تظنون اننا اخذنا حقوقنا ..
لازلنا نرسف في اغلالكم صدقوني .. !!
واوقع رسف .. !
حتى عقولنا نحن من داخلنا لا تريد ان تحرر من قيودكم ..
وانتم تستمتعون باللهو بتلك العقول .. !

ليرحمنا الله .. !!